الخميس، 14 أكتوبر 2010

حلم شتوي


بزغ الفجر منذ فترة قصيرة و تصاعدت أنغام الندي الشتوي الجميل وهو يغطي كل شئ مستعدا لاستقبال الشمس علها تبعث الدفء في أوصال هذا الشتاء القارص و خرجت الطيور تبحث عن رزق يوم جديد...

= يا لها من سعادة تلك الناتجة عن الشعور بالحرية ، انه أروع شعور يمكن أن يمتلكه كائن
= ماذا بك؟!! و ما كل هذا الحزن الذي يكسو وجهك؟!!
= الحرية كم أتوق إليها
= و لكن أمثالنا لا يستطيعون تحمل الحرية التي تجول في خاطرك ، فنحن لم نعتدها و إنما تكفينا تلك المساحة المحدودة التي نمارس فيها شي من الحرية
= حرية!!!!! أية حرية تلك التي نمارسها؟!! كلامك هذا هو ما نسمعه منذ ولدنا ولكن أنسيت أننا ولدنا في قفص مثل هذا؟ فكيف لنا أن نعرف؟!! كيف؟؟  و مرأى الآخرين ينعمون بحريتهم يجعل الغيرة تنهشني.. أتعلمين لقد أصبحت علي استعداد للموت بشرط أن أنعم بساعة واحدة من تلك الحرية التي أتمناها و تسيطر علي أحلامي
= أعلم أنك علي حق ، و لكن معرفتي أن الحرية حلم بعيد المنال يجعلني أهون الأمر علينا بمثل هذه الكلمات..
= آه لو أدرك الإنسان أن عقله وحريته هما أعظم ما يمتلك!! أتدركين أن أكبر مشكلة يعانيها الجنس البشري هي صراعه من أجل الحرية مهما تغيرت المسمياتفهناك دائما فريق يبحث عن الحرية و أخر يعمل علي قمعها و لو فكر هؤلاء اللذين يتمتعون بحريتهم بينما يقمعون حرية الآخرين أن الأيام قد تدور و يحرمون هم من حريتهم لشعروا بمعاناة ضحاياهم و تغير موقفهم..
= إذا ما صح حديثك فهو إذا صراع وهمي و الحل في أيدي صانعيه ليملك كل فرد حريته و ليحيا الجميع في سلام!!!
= يحيون في سلامو ماذا يفعلون؟!! إذا ما انتهي الصراع فسوف يصبح الجميع سواسية و تختفي العلاقة التي يعيشون عليها- القاهر و المقهور- و سيتحولون إلى ملائكة يحيون في جنة علي الأرض و هم لا يقوون علي احتمال ذلك..!!
= منطق غريب!!! فلننعم بمساحة الحرية المحدودة التي نملكها، نمرح ونلعب ويأتينا طعامنا وشرابنا دون عناء
= قد تكونين محقة..و لكني لا أزال أحلم بأن أحلق بعيدا في سماء الحرية هي لي المتعة دون الجنة الزائفة في هذا القفص.

انتبها فجأة للطفل الواقف بجانب قفصهما يرقب في صمت الحوار الدائر بينهما و كأنه يفهم لغتهما و فجأة دنا منهما و مد يده ليفتح باب القفص علي مصراعيه و كأنه يدعوهما للحرية ، حدق العصفور في وليفته و هتف
= ماذا يعني؟! ماذا يقصد بما يفعله؟! أيدعوننا للخروجللحرية؟!!
= يبدو هذا !!!! و لكن ماذا نحن فاعلان؟
= سنغتنم الفرصة بالطبع ..هيا.
= و لكننا سنموت ، فنحن لم نعتد أن نبحث عن رزقنا من طعام و شراب
= سنحيا و نتعلم كيف نعيش بحرية وحتي إن متنا فسنموت أحرارا..هيااااا

و خرجا  من القفص مسرعين و عينا الطفل تتابعهما حتى اختفيا في الأفق البعيد... أحرارا.


هناك 10 تعليقات:

  1. غير معرف8:50 ص

    الحرية نعمة لا يقدرها الا من حرم منها

    ردحذف
  2. نتنفس حرية :)

    ردحذف
  3. سنحيا و نتعلم كيف نعيش بحرية وحتي إن متنا فسنموت أحرارا -

    نهاية جميلة ومنطقية وكلها عظة
    تحياتى

    ردحذف
  4. دعونا نحلم بحرية العقل و نعمل عليها في عالم ملئ بالأسوار ..!!

    شكرا لمروركم الجميل وتحياتي الانسانية البيضاء :)

    ردحذف
  5. الحرية تلك "الفراشة" التي تولد وتنتهي وهي تتنقل دون الالتفات ما هية تلك التنقلات إنها تعيش لأجل الحياة نفسها .. حين نمسك بها تموت , إنها الحرية !!

    أنا من جيل الأسبرين

    تحياتي وتهانينا على هذه المدونة الرقيقة والإنسانية جدا

    ردحذف
  6. العزيزة VISION
    هو كما قلت: الحرية عندما نمسك بها تموت!!
    أسعدني مرورك و لك تحياتي الإنسانية الصافية أنت و كل من ينتمون لجيل الأسبرين :)

    ردحذف
  7. صديقي الامير شكرا لودك الصافي واخلاقك العالية واتمنى دوام السلام الروحي لك

    شكرا لك وكل الحرية ايضا

    ردحذف
  8. العزيزة VISION،
    شكراً لك ودمتِ سالمة وصافية
    ^-^

    ردحذف
  9. غير معرف8:13 م

    love the image of the bird flying out of the cage

    Ellen at The Raven and the Cellar Door

    ردحذف
  10. @ Ellen
    Thank you Ellen for stopping by :)
    I love the image too, i guess it's my favorite part of the post!!

    ردحذف