الأحد، 30 ديسمبر 2012

لا ديمقراطية بلا علمانية.. مراد وهبة



هو مقال قديم, كنبه الفيلسوف والمفكر الكبير (والحقيقى) " مراد وهبة " قبل عام لكن إعادة قرائته والتذكير به كشأن كتاباته كلها , دائمأً مفيدة.. وهو يذكرنى بشكل خاص بمفكر آخر غيّبه الموت,العالم " أحمد مستجير" ومن المؤسف أن يكون بيننا قامة فكرية وتنويرية مثله لكن دون قراء له أو منصتون!!
- - - - -
"لا ديمقراطية بلا علمانية"
       -بقلم: مراد وهبة

 قرأت حديثاً لراشد الغنوشى، زعيم حزب «النهضة» التونسى، إثر فوز حزبه فى أول انتخابات ديمقراطية تجرى فى تونس. والحديث منشور فى جريدة «الشرق الأوسط» بتاريخ 1/11/2011، وقد جاءت فيه عبارات صادمة، هى على النحو الآتى: «نحن لا نحتاج للعلمانية من أجل الديمقراطية، فليست العلمانية والديمقراطية قرينتين لا تنفصلان. فهناك دول علمانية ديكتاتورية مثل الاتحاد السوفيتى. والفاشية كانت علمانية، وبورقيبة (الحبيب) وأتاتورك (كمال) علمانيان ديكتاتوريان».
والصادم فى ذلك الحديث أن «الغنوشى» يرى أن العلاقة العضوية ليست بين الديمقراطية والعلمانية إنما بين العلمانية والديكتاتورية. وتترتب على هذا الرأى نتيجة حتمية، وهى نفى العلاقة بين العلمانية والديمقراطية.
وأظن أن «منتدى ابن رشد» الذى تأسس فى القاهرة فى 17/3/2001 هو أول منتدى يتناول بحث العلاقة بين الديمقراطية والعلمانية عندما ارتأى ضرورة تأسيس العلمانية فى مصر، فعقد سلسلة من الندوات كانت أولاها ندوة تحت عنوان «الديمقراطية والعلمانية» فى أول مارس 2006، وكان شعارها «لا ديمقراطية بلا علمانية». وحديث «الغنوشى» يجرى على الضد من ذلك الشعار الذى دعا إليه «منتدى ابن رشد»، الأمر الذى يستلزم إثارة أسئلة ثلاثة هى على النحو الآتى:
ما الديمقراطية؟
وما العلمانية؟
وهل العلاقة بينهما بالإيجاب أم بالسلب؟
نشأت الديمقراطية فى أثينا فى القرن الخامس قبل الميلاد، إذ قال رجل الدولة «بركليس»: «إن نظام أثينا نظام ديمقراطى». وإثر هزيمة أثينا من إسبرطة قال أفلاطون إن الديمقراطية هى سبب هزيمة أثينا، لأن الديمقراطى متقلب مع الأهواء، إذ ليس فى حياته قاعدة، فيتوهم أن خيره فى الحرية المسرفة، وعندئذ يقتله هذا الإسراف. ومن بعد أفلاطون توقف استخدام لفظ الديمقراطية لمدة ألفى عام، ثم استؤنف استخدامه فى القرن السادس عشر بعد الميلاد.
والسؤال إذن: ماذا حدث فى ذلك القرن؟
حدثت ثورة علمية، قام بها العالم الفلكى البولندى كوبرنيكس، ومفادها أن الشمس لا تدور حول الأرض، إنما الأرض هى التى تدور حول الشمس، وبالتالى لم تعد الأرض مركزاً للكون على نحو ما كان يتصور بطليموس، ومن ثم فإن الإنسان لن يكون مركزاً للكون. وعندما لا يكون الإنسان مركزاً للكون فمعنى ذلك أن الإنسان لم يعد فى إمكانه توهم اقتناص الحقيقة المطلقة، ويترتب على ذلك أن الإنسان لن يكون فى إمكانه إصدار أحكام مطلقة، بل نسبية. ومن هنا جاء تعريفى للعلمانية بأنها «التفكير فى النسبى بما هو نسبى وليس بما هو مطلق».
وإذا توهم الإنسان ذات يوم أنه اقتنص الحقيقة المطلقة، فإنه فى هذه الحالة يقال عنه إنه «دوجماطيقى». ودوجماطيقى لفظ معَرّب من اللفظ اليونانى «دوجماطيقوس»، والمقطع الأول من هذا اللفظ وهو «دوجما» يعنى «المعتقد المطلق». الدوجماطيقى إذن هو نقيض العلمانى.
والسؤال بعد ذلك: مَنْ هو الدوجماطيقى فى مجال السياسة؟
إنه الديكتاتور، لأنه هو الذى يتوهم أنه وحده مالك الحقيقة المطلقة، وليس أمام الشعب سوى الإذعان له. الديكتاتور إذن ليس فى إمكانه أن يكون علمانياً. ومن هنا فقد أخطأ «راشد الغنوشى»، رئيس حزب «النهضة»، فى القول بأن ثمة علاقة حتمية بين العلمانية والديكتاتورية.
وإذا كانت الديمقراطية هى حكم الشعب بالشعب، وإذا كان الشعب متطوراً ومتغيراً، فإن تفكيره بالضرورة يكون علمانياً. ومن ثم تكون العلاقة حتمية بين الديمقراطية والعلمانية وليس بين العلمانية والديكتاتورية. ومن هنا يمكن القول بأنه «لا ديمقراطية بلا علمانية». وأضيف قائلاً: «لا ديمقراطية مع الأصولية الدينية لأن هذه الأصولية تتوهم امتلاك الحقيقة المطلقة، وتكفر مَنْ يكون على نقيض هذا الوهم».
- - - - - - - - - - - - - - - 
 -المقال نُشر فى جريدة المصرى اليوم

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

أفكار شاردة



- هؤلاء الذين لا يؤمنون بوجود إله, هم أكثر من يبحثون عنه ويتمنون بشدة وجوده.

- إنها معادلة بسيطة.. إقرا الكتب المقدسة وصدّقها, أنت فى ذروة الإيمان.. حاول أن تشك فيها وتفهمها, أنت فى بداية طريقك للإلحاد.

- خلق الإنسان فكرة الإله ليؤنس وحدته و يُـريح حيرته من غموض الكون الخطر, و خلق الإله آدم ليؤنس وحدته ( و يتسلّى بالمرة )
و خلق لآدم حواء لتؤنس وحدته ( و يتسلّى أكثر ), و خلقت حواء الخيال لتؤنس وحدة الأطفال و رفاق السمر ( و يتسلّى الجميع )
.. و إنتهى الإمر إلى وحشة أكثر و وحدة أكبر.. و لا أحد إستراح.

- "هم وصمـوا أنفسهم بالتميـز وإختاروا الإنعزال عن الآخـرين وأستتروا بشبح يسمونه الدين أو العقيدة. هم إستبعـدوا أنفسهم من مجموع الكـل وفى خيالاتهم أن يستعبدوا الكل".. توصيف لخلل ذهنى ونفسى يصيب البشر عندما يصبحوا مسلمين.

- إذا أراد الإسلام أن يثبت إنسانيته وتسامحه السامى, فعليه أن يذوب فى إنسانية العالم الموجود بالفعل.. لا أن يتخذ موقفاً, ويفرض إنسانيته "التى يتصورها" على العالم كله.. عليه أن يتوقف عن لعب دور المهرج, الذى كان فى كل مكان وزمان, الذى يعرف كل شىء والذى يضطهده الجميع.. عليه ان يدرك اننا جميعاً بشر وأخوة وأن الحياة لا تعبأ بسمياتنا..


-
أيها المغفلون, لو كان ربكم موجود وذى عقل, لبدأ بإبادتكم!

 - المشكلة أننا جميعنا مخدوعون, حتى الطغاة والقتلة وكل هؤلاء الأشرار مخدوعون وفى نفس المأزق معنا.. جميعنا نولد وفى دواخلنا هذا القلق الوجودى الرهيب.. لكن قليلون من أدرك ذلك وآمن أن لا شىء يستحق العراك او الجدال فى تلك الحياة (غاندى مثلاً)..

- يحلو للمتدينين ممن يظنوا أنهم يشفقون على الملحدين سؤالهم ما إذا كانوا على خطأ, وإتضح فى نهاية المطاف أن ثمة إله وعقاب وجنة ونار.. لكنهم لا يدركون أن شفقتهم تلك ما هى إلا شماتة ساذجة فى باطنها قلق عظيم.. أخى المؤمن, هل أنت سعيد عندما تتخيل أمك او أخيك أو أياً ممن تعرفه يشوى فى نار الباربكيو الرباينة بينما أنت تتمتع بملذات الجنة؟!.. كم أنت مثير للشفقة!

- لا يمكننى أبدأ فهم مغزى الوطنية أو القومية والإعتزاز بالجنس أو العرق أو الثقافة .. نحن ورثنا جلودنا ولغتنا ووُلدنا ووُجدنا فى هذا البلد او ذاك بمحض الصدفة لا غير وكان يمكن أن نولد فى بلاد أخرى.. ليست إمتيازات لكنها كلها مجرد صدف.

- الناظر لخريطة دول العرب يجدها حدودها مرسومة بالمسطرة.. رسمها المحتلون فى أوقات روقانهم ومعها رسموا مصائرهم وتاريخهم وحيواتهم .. لكن العبث لا ينتهى, العرب لا ينظرون إليها بنفس الروقان.. ما أسخفهم وما أكثر خيالات المآتة التى يعبدونها!!

- منظر أمرأة من أفريقيا, عارية الصدر هو أمر مثير للشفقة.. منظر موديل من ألمانيا, عارية الصدر هو أمر مثير للغرائز ومهيج للهرمونات الجنسية.. هرمونات عمياء ام أخلاق عرجاء؟؟ أين الخلل بالتحديد؟!!

- العرب عندما يفشلون فى تشكيل وصناعة حيواتهم كما يهوون يبدأون بتربية شواربهم وتشكيلها ثم إنجاب أطفال, يربونهم كى ينجحوا فى تشكيل حيواتهم التى ضاعت منهم.. يفشل الأطفال وتتوالى المسخرة!

- "إذا مات حيوانك الأليف, إمنح حياة جديدة لحيوان آخر شريد" مثل غربى..

- "إذا مات طفلك, لا تيأس.. إنجب طفل آخر ولا تقلق لو رميته فى الشارع شريداً, فله رب يحميه" مثل أسلم.. فلما أسلم, خبل.

- لا ينتصر "ابن الوسخة" عندما يموت من أجل بلده, بل بنتصر عندما يجعل "المغفل الآخر إبن الوسخة العبيط" يموت من أجل بلده", إحدى أقوال الجنرال "جورج باتون" (1885-1945).
 - - - - - - - - - - - - - - 
 * الصورة للمصور الفنان "هنرى كارتيه بريسون"

الاثنين، 24 ديسمبر 2012

إكشف بلاعة إسلامكم!


 يكفى أن تستفزهم, لينضح إناؤهم بما فيه من قيح وقبح.. يكفى أن تعريهم, لتفوح الرائحة النتنة والعفنة من نصوصهم المقدسة وأحاديث نبيهم المنافق ومبادىء شريعتهم القذرة.

و شيخ الإسلام هذا, أبو إسلام صاحب الدعوة لتمزيق الإنجيل (والذى أعز الله به الإلحاد) مجرد عينة من مشاخخ الإسلام, وما يقوله مجرد صفحة من موسوعة الإسلام
أعتقد أنه آن الأوان ليستريح الملحدون العرب, فهاهم يقومون بالواجب بزيادة وينقدون دينهم بأيديهم..

 

الأحد، 23 ديسمبر 2012

الكلاب المسعورة, حماة الله المجنون!


(الله نائم!) لكن فى إحدى القرى الواقعة جنوب باكستان, إستيقظ الأهالى على إشاعة وخبر مفادها أن ثمة رجلاً أحرق القرآن (الله غاضب!).. هرعوا لنصرة كلمات الله المحروقة (الله يلهث).. تجمهروا أمام مركز الشرطة المحتجز بداخله الرجل, قبل أن يقتادوه للخارج بالقوة (الله متحفز!).. بدأوا بضربه وإنتهوا بحرقه حياً (الله سعيد, هاى فايف!)


إتضح بالنهاية أن الرجل كان مختلا عقلياً.. مات الرجل لكن الخبل لم ينتهى..إنتهى الخبر (ليلة سعيدة يا الله!)

 يُـذكر أن باكستان التى يمثل رجال الدين فيها قوة وسيطرة ووزن سياسى وإجتماعى ( زى مصر حالياً, عندهم أبو سماعين وعبدالله بدر ووجدى غنيم زينا) ويمثلون دولة داخل وفوق الدولة.. يتم إعتقال أى شخص يتحدث عن الإسلام بالسلب أو إذا أخطأ فى واجبه المنزلى فى موضوع يتعلق بالإسلام, بل حتى يتم إعتقال من ثبت إنه لم يشارك فى الصياح والنباح أو حرق الدمى والأعلام وإطارات السيارات خلال تظاهرة تأييد للنبى أو للإسلام أو لربهما ضد فيلم او كتاب أو شخص أو حيوان!!

- أيها المغفلون, لو كان ربكم موجود وذى عقل, لبدأ بإبادتكم!!

السبت، 22 ديسمبر 2012

نهاية البداية !



- صورة سيدة خرجت ضمن المحتجين فى إشتباكات القائد إبراهيم بالإسكندرية أمس الجمعة -

‎"إنى رغم ذلك كله متفائل إلى أقصى الحدود، فالمواجهة عندما تعلو إلى قمتها، لابد أن تنتهي إلى إنكسار. وغرور الإحساس بالقوة، لابد أن يبطش بهم فى النهاية. فهكذا كانوا دائماً، وهكذا يكونون. وقد بدأوا بالفعل فى حصاد ذلك".
                                                                                                            - فرج فودة 
 "ليست النهاية الآن. ليست حتى بداية النهاية. لكنها, ربما تكون نهاية البداية".
                                                                         - ونستون تشرشل

فيديو بلا تعليق!!

أو ربما التعليق أطول من أن يُـكتب..
- أحد الكلاب من فصيلة تعرف بـاللابرادور Labrador, يلهو مع طفل مصاب بـ"متلازمة داون".. الكلب يتعامل معه أفضل من الكثير من البشر الذين يخجلون من هؤلاء الأطفال أو حتى "يستعرّون" منهم!!

بالمناسبة, هناك مثل غربى يقول 
There is a reason that GOD spelled backwards is DOG
هناك سبب أن تهجئة إله بالإنجليزى عكسياً هى كلب !!

 
- الموسيقى من إبداعات " يانى" -
Nightingale

الجمعة، 21 ديسمبر 2012

علياء المهدى التى تتعرّى وتُعرّى !!


 - علياء المهدى تحتج أمام سفارة مصر فى عز البرد القارس بالسويد على دستور الإخوان الأكثر برودة -


 الجميع فى توصيف لا يتسم سوى بعار التفاهة المنحطّة نسى أو تناسى الأحداث وإنشغل بعُـرى "علياء المهدى"!!
لكننى لم أستغرب فتلك عادة طبيعية من مجتمع لديه مشكلة حقيقية ومعقدة فى رؤية الأمور ووضعها فى مواضعها المناسبة والصحيحة..
 إستغربت تعليقات بعض السادة الأحرار, المحسوبين ضمن التيار التنويرى والحر وإستغربت من سألنى فضولاً عن رأييّ فيما فعلت علياء المهدى وتفاءل بخمسة دردشة وجلسة كلام قادمة !!
يا سادة (وفقط أُحدث هؤلاء من حائرى الفكر فى معنى الحرية ولا زالت تتشاكل فى فكرهم مفهومها.. ولا أُحدث المكبوتين, عبيد الغريزة وعديمى العقل والفكر).. علياء حرة تفعل ما شاءت وموقفها لا يخص أحداً ولا يحتمل رأياً أو تعليقاً.. ببساطة هى حرة, تفعل ما تريد وكما تريد..ترتدى جينز, تقتنى ديلدو, تصبغ شعرها, تقلع لبسها, ترتديه بالمقلوب.. هى حرة, كما غيرها..
للأسف لا أرى تعليقاتكم و"تحليلاتكم" لموقفها تختلف كثيراً فى جوهرها عن تعليقات غيركم ممن يحركهم الكبت الجنسى والمجتمعى..
 
 البعض قال أن فعلها متطرف جداً وصدمة للمجتمع وقد يُشكل رد فعل مختلف تماماً عما تنتويه هى أو غيرها.. لكن الواقع أننا سئمنا هذا المجتمع الثابت فى تخلفه كالصخر وهذا المجتمع العفن لن يتغير إلا بهكذا صدمات وأفعال متطرفة تمس العصب العارى علّه ينتفض ويصحو من مستنقع عفنه..
(ياخى إمتحن شجاعتك وجرّب أن تقف عارياً من كل شىء سوى رسالة فى مكان درجة حرارته تحت الصفر!!)
- - - 
يبدو أن علياء تتعرّى شكلاً لكنها تُعرينا مضموناً وتكشف عن أوهام كثيرة كنا نظنها حقائق!!

الخميس، 20 ديسمبر 2012

كلمات سبارتاكوس الاخيرة - أمل دنقل


وبعض الشعر أسرار
وبعض معانيه.. مثل الكون, تبقى أبدية!!


المجد للشيطان .. معبود الرياح
من قال ” لا ” في وجهِ مَن قالوا ” نعم “
من عَلَّم الإنسانَ تمزيقَ العدم
من قال ” لا ” .. فلم يمت ،
وظل رُوحا أبديةَ الألم !

مُعَلَّقٌ أنا على مشانق الصباح
وجبهتي ـ بالموت ـ محنيَّة !
لأنني لم أحنها .. حيَّة !
…. …

يا إخوتي الذين يعبرون في الميدان مطرقين
منحدرين في نهاية المساء
في شارع الإسكندر الأكبر :
لا تخجلوا .. ولترفعوا عيونكم إلي
لأنكم معلقون جانبي .. على مشانق القيصر
فلترفعوا عيونكم إلي
لربما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عَينَيّ :
يبتسم الفناءُ داخلي .. لأنكم رفعتم رأسكم .. مرَّة !
” سيزيفُ ” لم تعد على أكتافه الصخرة
يحملها الذين يولدون في مخادع الرقيق
والبحر .. كالصحراء .. لا يروي العطش
لأن من يقولُ ” لا ” لا يرتوي إلا من الدموع !
.. فلترفعوا عيونكم للثائر المشنوق
فسوف تنتهون مثله .. غدا
وقبِّلوا زوجاتكم .. هنا .. على قارعة الطريق
فسوف تنتهون ها هنا .. غدا .
فالانحناء مُرّ ..

والعنكبوتُ فوق أعناق الرجال ينسج الردى
فقبلوا زوجاتكم .. إني تركتُ زوجتي بلا وداع
وإن رأيتم طفليَ الذي تركته على ذراعها بلا ذراع
فعلِّموه الانحناء
علموه الانحناء !

الله . لم يغفر خطيئةَ الشيطانِ حين قال لا !
والودعاءُ الطيبون ..
هم الذين يرثون الأرض في نهاية المدى
لأنهم .. لا يشنقون !
فعلّموه الانحناء
وليس ثَمَّ من مَفَر

لا تحلُموا بعالم سعيد
فخلف كل قيصر يموتُ : قيصر جديد !
وخلف كل ثائر يموتُ : أحزان بلا جدوى ..
ودمعةٌ سُدى

يا قيصر العظيمَ : قد أخطأتُ .. إنِّي أعترف
دعني ـ على مشنقتي ـ أَلثُم يَدَك
ها أنا ذا أقبِّلُ الحبل الذي في عُنُقي يلتفّ
فهو يداك، وهو مجدك الذي يجبرنا أن نعبدك
دعني أكفِّر عن خطيئتي
أمنحك ـ بعد ميتتي ـ جمجمتي
تصوغُ منها لكَ كأسًا لشرابك القوي
….. فإن فعلتَ ما أريد :
إن يسألوك مرةً عن دميَ الشهيد
وهل تُرى منحتني ” الوجود ” كي تسلبني ” الوجود ” ؟
فقل لهم : قد مات .. غيرَ حاقد علي
وهذه الكأسُ ـ التي كانت عظامُها جمجمَتَه ـ
وثيقةُ الغفران لي
يا قاتلي : إني صفحتُ عنك ..
في اللحظة التي استرحت بعدها منِّي :
استرحتُ منك !

لكنني .. أوصيكَ إن تشأ شنق الجميع
أن ترحم الشجر !
لا تقطع الجذوع كي تنصبها مشانقا
لا تقطع الجذوع
فربما يأتي الربيع
” والعامُ عامُ جوع “
فلن تشم في الفروع .. نكهةَ الثمر !
وربما يمرُّ في بلادنا الصيفُ الخَطِر
فتقطع الصحراء . باحثًا عن الظلال
فلا ترى سوى الهجير والرمال والهجير والرمال
والظمأ الناري في الضلوع !
يا سيد الشواهد البيضاء في الدجى ..
يا قيصر الصقيع !

يا إخوتي الذين يعبرون في الميدان في انحناء
منحدرين في نهاية المساء
لا تحلموا بعالم سعيد..
فخلف كل قيصر يموت : قيصرٌ جديد
وإن رأيتم في الطريق ” هانيبال “
فأخبروه أنني انتظرته مدىً على أبواب ” روما ” المجهدة
وانتظرت شيوخ روما ـ تحت قوسِ النصر ـ قاهر الأبطال
ونسوةُ الرومان بين الزينة المعربدة
ظللنَ ينتظرن مقدمَ الجنود
ذوي الروس الأطلسية المجعدة
لكن ” هانيبال ” ما جاءت جنوده المجندة
فاخبروه أنني انتظرتُه .. انتظرتُه ..
لكنه لم يأت !
وأنني انتظرتُهُ .. حتى انتهيتُ في حبال الموت
وفي المدى ” قرطاجةُ ” بالنار تحترق
قرطاجةُ ” كانت ضميرَ الشمسِ : قد تعلَّمت معنى الركوع
والعنكبوتُ فوق أعناق الرجال
والكلمات تختنق
يا إخوتي : قرطاجةُ العذراءُ تحترق
فقبِّلوا زوجاتكم ،
إني تركت زوجتي بلا وداع
وإن رأيتم طفليَ الذي تركتُه على ذراعها .. بلا ذراع
فعلِّموه الانحناء ..
علِّموه الانحناء ..
 
علِّموه الانحناء ..

- بصوت أمل دنقل -

الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

دولة العفن تسجن ألبير صابر!



 ما الذى قد يعنيه الحكم الصادر على "ألبير صابر" بالحبس ثلاث سنوات (الخبر هنا), وهو لم يفعل شيئاً سوى نشره للفيديو المضىء لحياة الرسول, أو التعبير عن رأيه أو أياً كان ما فعله.. فهو حر لم يهدد حياة واحد أو يجترح من حرية ثانى..
 فى الوقت الذى يمرح فيه المهرجون الساديون أمثال المشاخخ "أبو إسلام" أو "خالد عبد الله" أو شبه الإنسان المدعو"أبو خرطوشة", أو السيكوباتى المريض "عبد الله بدر" أو كريه الرائحة  وسليط اللسان بما لا يخالف شرع ربه "وجدى غنيم" أو غيرهم من زبالات البشر وسقطاتهم, وهم ينفسون قاذوراتهم ويبولون تهديداتهم ليل مساء على مسمع ومرأى الجميع دون أن يجرؤ قضاء أو قانون على ردعهم أو حتى عتابهم, بل أصبحوا نجوماً و"سوبرمين" بألاف م المريدين والتابعين وبرعاية الدولة المتأفغنة ورضاها (وليس بعيداً عن المثال والخيال, الشخصية الهزلية "أبو اسماعيل الكذاب" الذى يربض مع مريديه أمام صرح الإعلام فى مصر بعد ان حوّلوا مداخلها بحضورهم إلى حظيرة خنازير عفنة يمارسون حياتهم بمطلق الحرية !!
 وكأنما الدولة هى التى تسعى إلى إرضائهم ومغازلتهم..

- أولاد ابوسماعيل المتحضرين حوّلوا مدينة الإنتاج إلى سلخانة -

 قلنا أن ألبير لا يستحق المحاكمة أصلاً لأنه لم يقترف أى ذنب سوى أنه شذّ عن القطيع وسمح لعقله أن يخرج من من سجن الثوابت والمتفق عليه لبراح أكبر وأعظم وأصبح يرى الأمور بشكل مختلف وجديد عما إعتاده القطيع الذى لا يعجبه ذلك.. إقتحموا منزله بكل همجية وأسقطوا كل فشلهم وخيبة تفكيرهم فى الإنتقام منه.. تصوّروا أن محاكمته وسجنه ستعيده إلى صفوف قطيعهم السجين بفعل سجّان أشرس وأغبى من سجّان الزنزانة, تصوّروا أن سيتم وأد الفكرة عند معاقبة معتنقها.. تصوّروا..
 وقلنا, على الأقل لتكن محاكمة عادلة وليكن القانون الذى إعتلاه المنافقون المغيبون للإنتقام منه, ليكن سارياً على الجميع لكن عبثاً, لم نسمع فى المقابل سوى صيحات التكبير والتهليل من حناجر صدّأتها الكراهية والحقد وعقول لا ترى فيمن سواها سوى شوية كفرة أنجاس, شرامــ... لا تستحق سوى القتل أو الطرد من "جنة تخلفهم" و"فردوس إنحطاطهم".. بئس جنتهم وبئس فردوسهم وبئس هكذا قانون وهكذا تعاليم جعلت صاحب الفكرة الحرة متهم وصاحب السباب العدائى والتهديد الوقح نجماً إعلامياً..!!

- أبشروا بالعفن القادم -

 حدثنى أكثر عن عدل الإسلام القادم وأخلاق المسلمين وعن القانون وعن سلطة الدولة..
 وحدثنى أكثر عن النهضة وفتح مصر الإسلامى..
 وعن أيام قادمة أكثر قتامة من لون زبيبة صلواتهم المدنسة..
حدثنى عن المحسنات البديعية للعفن..!