السبت، 28 فبراير 2015

العالم الأن


لابد أن أذنيها كانتا كبيرتان جداً لدرجة أنها شعرت بالفضيحة قبل أن تشعر بالحرج, كما قالت. الأم التركية, التى قامت أخذت إبنها إلى حمام المستشفى . الطفل الغير معروف إسمه, كان قد خرج لتوه من عملية تجميل لتصغير حجم أذنيه. قالت أنها لم ترضى بحجم أذنيه حتى بعد عملية التصغير. قالت أن أذنيه اشعراها بالحرج والشفقة على إبنها. لابد أنها كانت يائسة, ولابد أن العملية كلّفتها الكثير والكثير. لابد أنها عاشت حياة بائسة بأفكار أكثر بؤساً أوصلتها لفعل ذلك.
كان يمكن أن تفكر فى أن تُلبس الطفل ذى العشر سنوات وشاحاً,مثلاُ يعنى, قد يخفى أذنيه ويدراى الفضيحة. كان يمكن أن تترك شعره ينسدل حول أذنيه, مثلاً يعنى. 
كان يمكن أن تعلمه صينى وتجلعه شيخ طريقة فى الصين. هناك يقدرون الأذن الكبيرة ويقرنونها بالحكمة والعلم. كان يمكن مثلاً أن تشترى نسخة رخيصة من سيلفى فان جوخ بالقطنة فى ودانه. تتأملها قليلاً. تعلم أن حجم الأذن مثل الخيارة وأن الله حق. مثلاً.. يعنى.
كان يمكن أن تجرى عملية التصغير لأذنيها وخلاص يعنى.
أو كان يمكن أن تترك الطفل أبو شعر سنوات يعيش ليروح المدرسة تانى يوم. يسخر منه زملاؤه. يصبح معقداً. يتدعوش أو يتدروش. يفجّر نفسه ويموت فى سبيل قضية أو يعيش يعمل حاجة, يبعثه الرحمن ويساله لماذا تدعوش فيرد بأن الله هو السبب, فيشخر الرحمن لله ويعفو عن الولد. وتضحك المرأة. وقد ترقص.
لكنها قتلته. خنقاً . يقولون. الخنق فى العادة وسيلة رخيصة جداً للعقاب أو الخلاص. لكن ممن ولمن؟! ولماذا؟!
  الخبر هنا

 غرباَ. تماماَ على الجانب الآخر. الأم قررت فى عيد ميلادها الأربعين أن تأتى بما لم تأنيه فى عمرها السابق.
فققرت أن تقوم بوشم رجلها وتصبح مثل زوجها الذى وشم رجله لتتماشى مع شكل رجل بنتهما. البنت لا تتعدى العامين وولدت بعلامات وردية "وحمات" فى أرجلها أو "حسنات".. زى اللى بنقعد نعد فيها واحنا حاسين بالوحدة أو الحب.. أو حتى الزهد..

 تقول الأم أنها فكّرت كثيراً قبل أن تقرر مع زوجها تلك الفكرة حتى لا تُشعر الصغيرة بالفرق أو الخجل من شكل رجلها..
الخبر هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق